أحمد العسيلان
الاثنين، 9 يونيو 2014
الخميس، 6 فبراير 2014
أزمة المتلقي في الإعلام الحر
ما زالت صحفنا الرسمية تسير على طرائق وتصورات رؤسائها رغم كل هذه القفزات التي يمر بها الإعلام السعودي الحر.
هذه العقلية هي التي كرست مفهوما وحيدا لدى المواطن وهو (عدم الثقة بالصحافة الرسمية ) وهنا سيتشكل وعي لجيل قادم وفقا لرؤية وتصورات الإعلام الحر وهو إعلام متنوع ما بين عاقل ومتهور ومحارب وغير ذلك من التوجهات المتعددة والتعدد حالة إيجابية إذا أحسن التعامل معها وبها .
ولكن التعددية هنا تقودنا لتباين واضح في آراء المجتمع وفق من يثقون به أو لنقل الأكثر إثارة في الحالة السعودية الراهنة .
إننا نعيش حالة مرعبة في انقيادنا للمؤثرات الإعلامية من حولنا ، حالة تسودها العاطفة والالتفاف حول الأكثر تمرسا في اللعبة الإعلامية وإهمال صوت العقلاء والمنحازين للرؤية المتوازنة للأحداث ، ولسنا بدعا من الأمر فسنة المجتمعات أن تتفاعل مع الفوضى والأصوات العنترية وتهمل الأصوات الحكيمة حتى تقع على رأسها .
يلاحظ المراقب للحالة السعودية في تويتر على سبيل المثال أن ثمة اصطفافا وانحيازيات بأشكال متعددة نصرة لأسماء وهوامير تويترية بعيدا عن الاتزان المنهجي والتكامل المعرفي ، مما خلف صراعات تافهة حول تغريدات تحمل أفكار أشخاص وآرائهم النابعة من تصوراتهم الثقافية وربما آرائهم الشخصية للواقع المعاصر ، وبذلك دخل الإعلام الحر من حيث نشعر أو لا نشعر في فوضى التحزب والتراشق ، علما أن هذه الوسيلة الإعلامية هي جزء من منظومة إعلامية ضخمة تتمتع بحرية كاملة في تصدير ما تريد إعلاميا .
هذه الحالة تعيدنا للمربع الأول من عملية الإصلاح والنقد الثقافي الداخلي قبل عقد من الآن حيث كانت الصراعات الشكلية في المنتديات الحوارية هي الحاضرة في الغالب مفتقدة النقد المنهجي والموضوعي .
حالة الارتباك والعشوائية في الإعلام الحر تعطي مؤشرا واضحا عن ضعف الوعي نحو استخدام هذه التقنية الإعلامية في الإصلاح الاجتماعي والثقافي والسياسي .
ومما زاد حالة الفوضى تأثر بعض النخب وأصبحت وإن بشكل غير مباشر تحت وصاية الجماهير من خلال التغريد بما يرغبون وإلا كان عرضة للهاشتاق وانفراط المتابعين ، وهنا بدأت الأزمة التي إن استمرت فنحن بلا شك نسير نحو معضلة ثقافية وإصلاحية عظمى .
وهنا يحضر التساؤل الملح ، لماذا هذا التخبط في التعاطي مع الإعلام وأدواته من قبل المتلقي ؟
لمَ المتلقي وليس الكاتب الإعلامي أو المجتمع ! الحديث هنا عن المتلقي كمستفيد وكمنخل للأفكار التي تطرح أيا كان مصدرها وحاولت التركيز عليه لأنه الجزء المعرض للخديعة في الغالب ، وهو بلا شك المسؤول عن نفسه . وربما أفرد مقالا للكتاب وغيرهم.
لأننا هنا في صدد الممانعة وليس في صدد إملاءات فضائلية فيما يجب أن يكتب الكاتب حيث أن لهم توجهات متعددة منها حسنة ومنها سيئة ومنها ما هو من نوع (دس السم في العسل ) ، على سبيل المثال من الصعب أن أطالب الشبكة العنكبوتية بمنع كل ما يخل بعقل وفكر المتلقي ! بل الأجدر أن أصنع وعي وجدار ممانعة لدى ذهن المتلقي وهنا المقصد .
إن الإجابة على السؤال بحاجة لتأمل ومتابعة للواقع واستطلاع عريض ، السؤال هنا لإشعال فتيل البحث عن نضج في التلقي مع وسائل الإعلام المتعددة .
رابط المقال :
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-195179.htm
الجمعة، 31 يناير 2014
نقطة مخدرة !
يبدو أن فكرة اقتناء دفتر لأجل كتابة نص ، أيا كان ذلك النص فكرة
مغرية و لذيذة ، سرقت هذه الفكرة أو سرى تأثيرها حين كنت منكبا على شاشة جوالي
الضيقة لقراءة رواية فوضى الحواس حين تحدثت أحلام عن اقتناء دفتر فقط لأجل كتابة
نص جديد .
حقيقة ل أدري ما الذي سيحدث لاحقا في الأسطر القادمة لأنني أكتب الآن
من أجل فعل الكتابة تماما كمن يثرثر وفي كلا الحالتين تنفس وفتح لمسامات الصدر المغلقة
غير أن الكتابة تشعرك براحة أعمق وباسترخاء طويل ، نعم يا رفاق نحن نتخدر بشكل
تصاعدي منذ أول حرف وحتى آخر نقطة في
نهاية السطر الأخير لنضع القلم جانبا ونستلقي ذهنيا ، نصاب بالراحة بعد هذا الانفجار
الكتابي تماما كما يحدث مع البعض بعد أن ينفجر باكيا لفترة معينة .
من الجيد أن أقول أنني بدأت ألحظ بأن خطي تحسن في هذا السطر بالذات ،
فأنا على مشارف منتصف النص يعني أن حالتي المزاجية بدأت تتحسن شيئا فشيئا كمن يصعد
جبلا معبد الطرقات وكلما زاد صعوده زادت كمية الهواء المستنشقة وزادت سعة رئتيه ،
وظهرت له مناظر جميلة أسفل هذا الجبل .
يا إلهي ! هل ما زلتم تتابعون القراءة ؟!
انسحب الآن من الحياة إلى زمرة دفتري الجديد وقلمي الأسود وسردي
المعتق ، يا له من شعور جميل أن يسير القلم طواعية بين يديك وأن يحكي عن السرد
بتفاصيل مختفية الملامح ! إن كتابة كل فكرة تمر مسرعة في بلادي جريمة يعاقب عليها
الرقيب الحكومي والاجتماعي وغير الاجتماعي رغم أن هذه الأفكار ساذجة و بريئة في
الغالب .
أذكر أننا زمن الطفولة كنا نخشى أن نتحدث في مجالس الرجال لأن أكابرنا
كانوا يخشون أن نلفظ ما يحرجهم ، وكان البعض يقذفنا بأسئلته المدمرة ( تحب أمك أو
أبوك أكثر؟) فنصمت ويعيد الأبله سؤاله ويتدخل أحدهم حين يرى عيوننا تقف حائرة أمام
هذا السؤال المحرج ليقول قل له (نحبهم كلهم زي بعض ) ، لاشك أن هذا ما يحدث معنا
في كبرنا حيث نتحدث عن الحقوق والأخطاء والنقد لأي مؤسسة من مؤسسات الدولة خاصة
تلك التي نعمل داخلها ، الحقوق معلبة والأخطاء كذلك والنقد تماما كالذي علب
إجابتنا في صغرنا (قل له نحبهم كلهم زي بعض).
والآن سأضع النقطة التي ستخدرني حتى إشعار آخر .
الجمعة، 20 ديسمبر 2013
إنها مهرة
- هل تسمحين لي بهذه الرقصة ؟(1)
- اللهم إني اسألك علما نافعا .
- لعنة الله عليها.
- هل تسمحين لي بجلسة مصارحة؟
- كم أنت سيئة وقبيحة و نكدة.
- اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا.
- أنا مستمتع جدا وسعيد بمقابلتك.
مرحبا يا رفاق ،،
العبارات السبع أعلاه تأتي غالبا ضمن سياقات أحاديث الناس المختلفة مع
مذاكرة المواد الدراسية زمن الاستعداد للامتحانات النهائية ، ولكم أن تتصورا
الحالة الذهنية والمزاجية لكل عبارة ذكرت .
بالنسبة لي سأختار الأدعية ابتداء ثم سأتحدث مع المادة الدراسية
بصفتها الأنثوية لتكون رقيقة الطبع ، وستكون مهرة لم تعسف بحسب خيالي الملحد حاليا
نحو الخيل والفرس والمهرة .
سأقضي على تعسفك يا مهرتي الحلوة ، وسأكون هادئا جدا، لن أضربك ولن
أشد وثاقك بعمود حديدي تدورين حوله ، ولن أصرخ في وجهك البريء .
كل ما سأفعله الآن ، أن أهيأ عقلي للشروع في عالمك وذاكرتي للاحتفاظ
بكلماتك وجملك المتأنقة .
صدقيني سأتزين لك وسأتعطر وستكونين دوما على المنضدة حين اللقاء ، حتى
القلم الذي سأدون به بعض التعليقات على متنك سيكون فاخرا يليق بك وسأختار حبراً
أسودا لأن الأسود يليق بك حيث الفخامة .
أظن أن كل جلسة من جلساتنا لن تتجاوز الساعة إلا ربع ، لنبتعد قليلا
وليستعد كل منا للمقابلة التالية بروح جديدة ، سأقسم أبوابك وعناوينك بحسب طاقتي
الاستيعابية حتى وإن اضطررت لمزيد وقت في صحبتك على أن يكون ذلك محل قبول منك و ليونه .
وكما تعلمين فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، هكذا سأعسفك يا
مهرتي .(2)
________________________________________________
هوامش:
هوامش:
(1) البعض يدرس على وقع أنغام أغنية رومانسية وهذا لا يليق بنا شرعا ،
وبدأت بها كمقدمة ملفتة .
(2) رجاء يا شباب الحديث أعلاه عن المادة التي ستذاكرها وليس عن فتاة
أحلامك.
الجمعة، 13 ديسمبر 2013
مرارة الفقد
تسقط
الأوراق في الخريف فتستحيل الأشجار يابسة شاحبة ، هكذا البشر حينما يفقدون أعز
أوراقهم .تنثر الملائكة أكفانها وحنوطها
وتنتظر ملك الموت ليستل من الجسد الأمانة المودعة فيه
وحول الجسد تلتف الزوجات والأولاد والبنات ، لا يدرون عن شيء
( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ( 83 ) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ( 84 ) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ( 85 )
وتبتعد الروح نحو السماء ثم يعلم الجميع بما حدث ويجثم شبح الحزن عليهم ، ويأتيهم الفزع من حيث لا يشعرون ، تنهمر الدموع ويتدثر الجميع بدثار البكاء والفقد ، وقليل من عباد الله صبور شكور!
يصدق بعضهم الخبر والبعض الآخر يكذبه (مات ، لا لم يمت بعد،، هو في غيبوبة )
يستضيء الحي بأضواء سيارة الإسعاف المتلونة ، ويحمل الجسد إلى المستشفى، فيقرر الطبيب وفاته بعد أن قرر الرب سبحانه الوفاة بوقت ، وتعرض الروح على السماء الأولى وينظر آدم عليه السلام أي الفريقين سيأمرها ربها بالتوجه إليه.
يترك اسمه وينادى عليه بالميت بعد أن ملأ الدنيا حيوية و نشاطاً .
وفي مغسلة الأموات كل شيء يذكرك بالموت ، الميت والأكفان والكافور والمسك حتى هدير الماء المسكوب ، وكأن المشهد يوحي للجميع بأنكم ستكونون يوماً ما هنا لتكفنوا .
عندما دخلنا المقبرة:
رأيت مرارة الفقد تلتحفها وجوه كانت بالأمس تقبض على الفرح وهي ملتفة حول وجه أبيها.
أثناء دفن الميت:
يؤمل الشباب عمراً طويلاً،وينتظر الشيب أدوارهم ويستمتع الأطفال باكتشاف عالم جديد ويرون ولادة الإنسان من سطح الأرض إلى رحمها .
أحسن الله خاتمتنا.
وحول الجسد تلتف الزوجات والأولاد والبنات ، لا يدرون عن شيء
( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ( 83 ) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ( 84 ) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ( 85 )
وتبتعد الروح نحو السماء ثم يعلم الجميع بما حدث ويجثم شبح الحزن عليهم ، ويأتيهم الفزع من حيث لا يشعرون ، تنهمر الدموع ويتدثر الجميع بدثار البكاء والفقد ، وقليل من عباد الله صبور شكور!
يصدق بعضهم الخبر والبعض الآخر يكذبه (مات ، لا لم يمت بعد،، هو في غيبوبة )
يستضيء الحي بأضواء سيارة الإسعاف المتلونة ، ويحمل الجسد إلى المستشفى، فيقرر الطبيب وفاته بعد أن قرر الرب سبحانه الوفاة بوقت ، وتعرض الروح على السماء الأولى وينظر آدم عليه السلام أي الفريقين سيأمرها ربها بالتوجه إليه.
يترك اسمه وينادى عليه بالميت بعد أن ملأ الدنيا حيوية و نشاطاً .
وفي مغسلة الأموات كل شيء يذكرك بالموت ، الميت والأكفان والكافور والمسك حتى هدير الماء المسكوب ، وكأن المشهد يوحي للجميع بأنكم ستكونون يوماً ما هنا لتكفنوا .
عندما دخلنا المقبرة:
رأيت مرارة الفقد تلتحفها وجوه كانت بالأمس تقبض على الفرح وهي ملتفة حول وجه أبيها.
أثناء دفن الميت:
يؤمل الشباب عمراً طويلاً،وينتظر الشيب أدوارهم ويستمتع الأطفال باكتشاف عالم جديد ويرون ولادة الإنسان من سطح الأرض إلى رحمها .
أحسن الله خاتمتنا.
الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013
عربة قطار (حكاية الرحلة القطارية )
كل ما يمكنني فعله الآن الكتابة بحرية ،
حضرت محاضرة النحو في الزمن الأول من الرحلة ، ثم أخذت اقرأ للأعرج عرجه الأدبي ، ثم كتبت قسطا من رواية مخيم اليرموك ، حتى بلغنا الهفوف ، كانت العربة فارغة إلا مني وستة يزيدون ، نزل منهم أربعة وبقي أنا ورجل خمسيني ، قلت في نفسي يبدو أنني سأصل وحيداً إلى الدمام بما أن محطة بقيق قد تبقت لنا ، لكن فوجاً من النساء والفتيات اقتحم العربة ، نعم فوج وعملية الاقتحام كانت ملفتة للنظر ، بالنسبة لي على الأقل كونِي لأول مرة اركب قطارا في رحلة طويلة تعبر محطتين وتقف في الثالثة .
هذا الرجل الخمسيني أحد أعضاء مجلس الشورى واكتب الآن وهو يقوم بإجراء مكالمة هاتفية ، وأبلغني بأن مجلس الشورى رفض قرار هيئة الاتصالات بشأن التجوال والواتس آب والسكايبي نظراً لأسباب يرى مصلحتها مجلس الشورى ، سألته وهل ستنفذ الهيئة هذا القرار ، قال لا بد من ذلك .
اتمنى أن يكون لا بد من ذلك !.
هل حدثتكم عن قصة الملك فيصل ؟
يقول غازي القصيبي لما ذهب الملك فيصل بالقطار من الرياض إلى الدمام لم يتكلم إلا بكلمات معدودة ، ولم يتحرك من مقعده أبداً ، وكان يتأمل كثيراً في الصحراء .انتهى
رحمك أيها الملك الحكيم أين أنت عن هؤلاء النسوة والأطفال الذين يعتقدون أنهم في صالة منزلهم !، الغريب أن العائلة المزعجة التي كانت معنا منذ بداية الرحلة هي هادئة الآن مقارنة بأربع فتيات جلسن على طاولة تحوي أربعة كراسي على مقربة مني، وربما أن إحداهن قد رمت ببصرها نحو ما اكتب عنهن ، وأنا انتظر أن ترفع إحداهن عقيرتها بسبب ما أكتب ، حقيقة اكتب وثمة خوف يحلق حولي !، لكن لا بد من فعل الكتابة .
بشكل عام الرحلة ممتعة جداً بما أن الخيارات المتاحة وحيدة ، بقي أن أقول أن النافذة التي بجانبي بحاجة لتنظيف من الخارج .
حضرت محاضرة النحو في الزمن الأول من الرحلة ، ثم أخذت اقرأ للأعرج عرجه الأدبي ، ثم كتبت قسطا من رواية مخيم اليرموك ، حتى بلغنا الهفوف ، كانت العربة فارغة إلا مني وستة يزيدون ، نزل منهم أربعة وبقي أنا ورجل خمسيني ، قلت في نفسي يبدو أنني سأصل وحيداً إلى الدمام بما أن محطة بقيق قد تبقت لنا ، لكن فوجاً من النساء والفتيات اقتحم العربة ، نعم فوج وعملية الاقتحام كانت ملفتة للنظر ، بالنسبة لي على الأقل كونِي لأول مرة اركب قطارا في رحلة طويلة تعبر محطتين وتقف في الثالثة .
هذا الرجل الخمسيني أحد أعضاء مجلس الشورى واكتب الآن وهو يقوم بإجراء مكالمة هاتفية ، وأبلغني بأن مجلس الشورى رفض قرار هيئة الاتصالات بشأن التجوال والواتس آب والسكايبي نظراً لأسباب يرى مصلحتها مجلس الشورى ، سألته وهل ستنفذ الهيئة هذا القرار ، قال لا بد من ذلك .
اتمنى أن يكون لا بد من ذلك !.
هل حدثتكم عن قصة الملك فيصل ؟
يقول غازي القصيبي لما ذهب الملك فيصل بالقطار من الرياض إلى الدمام لم يتكلم إلا بكلمات معدودة ، ولم يتحرك من مقعده أبداً ، وكان يتأمل كثيراً في الصحراء .انتهى
رحمك أيها الملك الحكيم أين أنت عن هؤلاء النسوة والأطفال الذين يعتقدون أنهم في صالة منزلهم !، الغريب أن العائلة المزعجة التي كانت معنا منذ بداية الرحلة هي هادئة الآن مقارنة بأربع فتيات جلسن على طاولة تحوي أربعة كراسي على مقربة مني، وربما أن إحداهن قد رمت ببصرها نحو ما اكتب عنهن ، وأنا انتظر أن ترفع إحداهن عقيرتها بسبب ما أكتب ، حقيقة اكتب وثمة خوف يحلق حولي !، لكن لا بد من فعل الكتابة .
بشكل عام الرحلة ممتعة جداً بما أن الخيارات المتاحة وحيدة ، بقي أن أقول أن النافذة التي بجانبي بحاجة لتنظيف من الخارج .
الجمعة، 15 نوفمبر 2013
على سطحنا الهابط
اعلم أنني سأثقل رؤوسكم المهترئة بسبب مسامير الحياة التي تطرقكم صباح مساء ولكن لا بأس فمن الثقل ما يخفف الألم ، لكم أن تشعروا بالخدر ، الخدر شيء لذيذ إذا تعملق الألم .
اجلس على سور سطح منزلنا الهابط ، تتدلى قدماي وأراوح بينهما برفع كل واحدة منها نحو الأعلى بشكل ممدود محاولا الإبقاء على نعلي في وضع التعلق بأصابعي.
النعل يبقيك شر الالتصاق بالأرض التي وطئتها أقدام نجسة كالتي تعرف وأعرف ، أما أحذية النساء العالية فهي لسببين ، طبعا لا علاقة لها بزيادة طول المرأة ! وإنما لتقي نفسها الحصى المتطاير من تحت نعل الرجال أو لتكون في مستوى يسمح لها بالتنفس جيدا وسط الركام الذي يتكوم حولها .
هذه فلسفة سطحنا العتيق الذي سقطت منه قبل أعوام وتشبث بي الجنون كما يقولون .
ربما تكون قصة طويلة يوما أو رواية قصيرة إذا رغبت .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)