الجمعة، 13 ديسمبر 2013

مرارة الفقد

 
تسقط الأوراق في الخريف فتستحيل الأشجار يابسة شاحبة ، هكذا البشر حينما يفقدون أعز أوراقهم .تنثر الملائكة أكفانها وحنوطها وتنتظر ملك الموت ليستل من الجسد الأمانة المودعة فيه
وحول الجسد تلتف الزوجات والأولاد والبنات ، لا يدرون عن شيء
( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ( 83 ) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ( 84 ) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ( 85 )
وتبتعد الروح نحو السماء ثم يعلم الجميع بما حدث ويجثم شبح الحزن عليهم ، ويأتيهم الفزع من حيث لا يشعرون ، تنهمر الدموع ويتدثر الجميع بدثار البكاء والفقد ، وقليل من عباد الله صبور شكور!
يصدق بعضهم الخبر والبعض الآخر يكذبه (مات ، لا لم يمت بعد،، هو في غيبوبة )
يستضيء الحي بأضواء سيارة الإسعاف المتلونة ، ويحمل الجسد إلى المستشفى، فيقرر الطبيب وفاته بعد أن قرر الرب سبحانه الوفاة بوقت ، وتعرض الروح على السماء الأولى وينظر آدم عليه السلام أي الفريقين سيأمرها ربها بالتوجه إليه.
يترك اسمه وينادى عليه بالميت بعد أن ملأ الدنيا حيوية و نشاطاً .
وفي مغسلة الأموات كل شيء يذكرك بالموت ، الميت والأكفان والكافور والمسك حتى هدير الماء المسكوب ، وكأن المشهد يوحي للجميع بأنكم ستكونون يوماً ما هنا لتكفنوا .
عندما دخلنا المقبرة:
رأيت مرارة الفقد تلتحفها وجوه كانت بالأمس تقبض على الفرح وهي ملتفة حول وجه أبيها.
أثناء دفن الميت:
يؤمل الشباب عمراً طويلاً،وينتظر الشيب أدوارهم ويستمتع الأطفال باكتشاف عالم جديد ويرون ولادة الإنسان من سطح الأرض إلى رحمها .
أحسن الله خاتمتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق