الجمعة، 20 ديسمبر 2013

إنها مهرة


-    هل تسمحين لي بهذه الرقصة ؟(1)
-    اللهم إني اسألك علما نافعا .
-    لعنة الله عليها.
-    هل تسمحين لي بجلسة مصارحة؟
-    كم أنت سيئة وقبيحة و نكدة.
-    اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا.
-    أنا مستمتع جدا وسعيد بمقابلتك.
مرحبا يا رفاق ،،
العبارات السبع أعلاه تأتي غالبا ضمن سياقات أحاديث الناس المختلفة مع مذاكرة المواد الدراسية زمن الاستعداد للامتحانات النهائية ، ولكم أن تتصورا الحالة الذهنية والمزاجية لكل عبارة ذكرت .
بالنسبة لي سأختار الأدعية ابتداء ثم سأتحدث مع المادة الدراسية بصفتها الأنثوية لتكون رقيقة الطبع ، وستكون مهرة لم تعسف بحسب خيالي الملحد حاليا نحو الخيل والفرس والمهرة .
سأقضي على تعسفك يا مهرتي الحلوة ، وسأكون هادئا جدا، لن أضربك ولن أشد وثاقك بعمود حديدي تدورين حوله ، ولن أصرخ في وجهك البريء .
كل ما سأفعله الآن ، أن أهيأ عقلي للشروع في عالمك وذاكرتي للاحتفاظ بكلماتك وجملك المتأنقة .
صدقيني سأتزين لك وسأتعطر وستكونين دوما على المنضدة حين اللقاء ، حتى القلم الذي سأدون به بعض التعليقات على متنك سيكون فاخرا يليق بك وسأختار حبراً أسودا لأن الأسود يليق بك حيث الفخامة .
أظن أن كل جلسة من جلساتنا لن تتجاوز الساعة إلا ربع ، لنبتعد قليلا وليستعد كل منا للمقابلة التالية بروح جديدة ، سأقسم أبوابك وعناوينك بحسب طاقتي الاستيعابية حتى وإن اضطررت لمزيد وقت في صحبتك على أن يكون ذلك محل قبول منك   و ليونه .
وكما تعلمين فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، هكذا سأعسفك يا مهرتي .(2)
________________________________________________
هوامش:
(1) البعض يدرس على وقع أنغام أغنية رومانسية وهذا لا يليق بنا شرعا ، وبدأت بها كمقدمة ملفتة .

(2) رجاء يا شباب الحديث أعلاه عن المادة التي ستذاكرها وليس عن فتاة أحلامك.

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

مرارة الفقد

 
تسقط الأوراق في الخريف فتستحيل الأشجار يابسة شاحبة ، هكذا البشر حينما يفقدون أعز أوراقهم .تنثر الملائكة أكفانها وحنوطها وتنتظر ملك الموت ليستل من الجسد الأمانة المودعة فيه
وحول الجسد تلتف الزوجات والأولاد والبنات ، لا يدرون عن شيء
( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ( 83 ) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ( 84 ) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ( 85 )
وتبتعد الروح نحو السماء ثم يعلم الجميع بما حدث ويجثم شبح الحزن عليهم ، ويأتيهم الفزع من حيث لا يشعرون ، تنهمر الدموع ويتدثر الجميع بدثار البكاء والفقد ، وقليل من عباد الله صبور شكور!
يصدق بعضهم الخبر والبعض الآخر يكذبه (مات ، لا لم يمت بعد،، هو في غيبوبة )
يستضيء الحي بأضواء سيارة الإسعاف المتلونة ، ويحمل الجسد إلى المستشفى، فيقرر الطبيب وفاته بعد أن قرر الرب سبحانه الوفاة بوقت ، وتعرض الروح على السماء الأولى وينظر آدم عليه السلام أي الفريقين سيأمرها ربها بالتوجه إليه.
يترك اسمه وينادى عليه بالميت بعد أن ملأ الدنيا حيوية و نشاطاً .
وفي مغسلة الأموات كل شيء يذكرك بالموت ، الميت والأكفان والكافور والمسك حتى هدير الماء المسكوب ، وكأن المشهد يوحي للجميع بأنكم ستكونون يوماً ما هنا لتكفنوا .
عندما دخلنا المقبرة:
رأيت مرارة الفقد تلتحفها وجوه كانت بالأمس تقبض على الفرح وهي ملتفة حول وجه أبيها.
أثناء دفن الميت:
يؤمل الشباب عمراً طويلاً،وينتظر الشيب أدوارهم ويستمتع الأطفال باكتشاف عالم جديد ويرون ولادة الإنسان من سطح الأرض إلى رحمها .
أحسن الله خاتمتنا.

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

عربة قطار (حكاية الرحلة القطارية )

 
 
 
كل ما يمكنني فعله الآن الكتابة بحرية ،
حضرت محاضرة النحو في الزمن الأول من الرحلة ، ثم أخذت اقرأ للأعرج عرجه الأدبي ، ثم كتبت قسطا من رواية مخيم اليرموك ، حتى بلغنا الهفوف ، كانت العربة فارغة إلا مني وستة يزيدون ، نزل منهم أربعة وبقي أنا ورجل خمسيني ، قلت في نفسي يبدو أنني سأصل وحيداً إلى الدمام بما أن محطة بقيق قد تبقت لنا ، لكن فوجاً من النساء والفتيات اقتحم العربة ، نعم فوج وعملية الاقتحام كانت ملفتة للنظر ، بالنسبة لي على الأقل كونِي لأول مرة اركب قطارا في رحلة طويلة تعبر محطتين وتقف في الثالثة .

هذا الرجل الخمسيني أحد أعضاء مجلس الشورى واكتب الآن وهو يقوم بإجراء مكالمة هاتفية ، وأبلغني بأن مجلس الشورى رفض قرار هيئة الاتصالات بشأن التجوال والواتس آب والسكايبي نظراً لأسباب يرى مصلحتها مجلس الشورى ، سألته وهل ستنفذ الهيئة هذا القرار ، قال لا بد من ذلك .
اتمنى أن يكون لا بد من ذلك !.
هل حدثتكم عن قصة الملك فيصل ؟
يقول غازي القصيبي لما ذهب الملك فيصل بالقطار من الرياض إلى الدمام لم يتكلم إلا بكلمات معدودة ، ولم يتحرك من مقعده أبداً ، وكان يتأمل كثيراً في الصحراء .انتهى
رحمك أيها الملك الحكيم أين أنت عن هؤلاء النسوة والأطفال الذين يعتقدون أنهم في صالة منزلهم !، الغريب أن العائلة المزعجة التي كانت معنا منذ بداية الرحلة هي هادئة الآن مقارنة بأربع فتيات جلسن على طاولة تحوي أربعة كراسي على مقربة مني، وربما أن إحداهن قد رمت ببصرها نحو ما اكتب عنهن ، وأنا انتظر أن ترفع إحداهن عقيرتها بسبب ما أكتب ، حقيقة اكتب وثمة خوف يحلق حولي !، لكن لا بد من فعل الكتابة .
بشكل عام الرحلة ممتعة جداً بما أن الخيارات المتاحة وحيدة ، بقي أن أقول أن النافذة التي بجانبي بحاجة لتنظيف من الخارج .