الجمعة، 31 يناير 2014

نقطة مخدرة !



يبدو أن فكرة اقتناء دفتر لأجل كتابة نص ، أيا كان ذلك النص فكرة مغرية و لذيذة ، سرقت هذه الفكرة أو سرى تأثيرها حين كنت منكبا على شاشة جوالي الضيقة لقراءة رواية فوضى الحواس حين تحدثت أحلام عن اقتناء دفتر فقط لأجل كتابة نص جديد .
حقيقة ل أدري ما الذي سيحدث لاحقا في الأسطر القادمة لأنني أكتب الآن من أجل فعل الكتابة تماما كمن يثرثر وفي كلا الحالتين تنفس وفتح لمسامات الصدر المغلقة غير أن الكتابة تشعرك براحة أعمق وباسترخاء طويل ، نعم يا رفاق نحن نتخدر بشكل تصاعدي منذ أول حرف وحتى آخر نقطة  في نهاية السطر الأخير لنضع القلم جانبا ونستلقي ذهنيا ، نصاب بالراحة بعد هذا الانفجار الكتابي تماما كما يحدث مع البعض بعد أن ينفجر باكيا لفترة معينة .
من الجيد أن أقول أنني بدأت ألحظ بأن خطي تحسن في هذا السطر بالذات ، فأنا على مشارف منتصف النص يعني أن حالتي المزاجية بدأت تتحسن شيئا فشيئا كمن يصعد جبلا معبد الطرقات وكلما زاد صعوده زادت كمية الهواء المستنشقة وزادت سعة رئتيه ، وظهرت له مناظر جميلة أسفل هذا الجبل .
يا إلهي ! هل ما زلتم تتابعون القراءة ؟!
انسحب الآن من الحياة إلى زمرة دفتري الجديد وقلمي الأسود وسردي المعتق ، يا له من شعور جميل أن يسير القلم طواعية بين يديك وأن يحكي عن السرد بتفاصيل مختفية الملامح ! إن كتابة كل فكرة تمر مسرعة في بلادي جريمة يعاقب عليها الرقيب الحكومي والاجتماعي وغير الاجتماعي رغم أن هذه الأفكار ساذجة و بريئة في الغالب .
أذكر أننا زمن الطفولة كنا نخشى أن نتحدث في مجالس الرجال لأن أكابرنا كانوا يخشون أن نلفظ ما يحرجهم ، وكان البعض يقذفنا بأسئلته المدمرة ( تحب أمك أو أبوك أكثر؟) فنصمت ويعيد الأبله سؤاله ويتدخل أحدهم حين يرى عيوننا تقف حائرة أمام هذا السؤال المحرج ليقول قل له (نحبهم كلهم زي بعض ) ، لاشك أن هذا ما يحدث معنا في كبرنا حيث نتحدث عن الحقوق والأخطاء والنقد لأي مؤسسة من مؤسسات الدولة خاصة تلك التي نعمل داخلها ، الحقوق معلبة والأخطاء كذلك والنقد تماما كالذي علب إجابتنا في صغرنا (قل له نحبهم كلهم زي بعض).

والآن سأضع النقطة التي ستخدرني حتى إشعار آخر .