الاثنين، 9 يونيو 2014
الخميس، 6 فبراير 2014
أزمة المتلقي في الإعلام الحر
ما زالت صحفنا الرسمية تسير على طرائق وتصورات رؤسائها رغم كل هذه القفزات التي يمر بها الإعلام السعودي الحر.
هذه العقلية هي التي كرست مفهوما وحيدا لدى المواطن وهو (عدم الثقة بالصحافة الرسمية ) وهنا سيتشكل وعي لجيل قادم وفقا لرؤية وتصورات الإعلام الحر وهو إعلام متنوع ما بين عاقل ومتهور ومحارب وغير ذلك من التوجهات المتعددة والتعدد حالة إيجابية إذا أحسن التعامل معها وبها .
ولكن التعددية هنا تقودنا لتباين واضح في آراء المجتمع وفق من يثقون به أو لنقل الأكثر إثارة في الحالة السعودية الراهنة .
إننا نعيش حالة مرعبة في انقيادنا للمؤثرات الإعلامية من حولنا ، حالة تسودها العاطفة والالتفاف حول الأكثر تمرسا في اللعبة الإعلامية وإهمال صوت العقلاء والمنحازين للرؤية المتوازنة للأحداث ، ولسنا بدعا من الأمر فسنة المجتمعات أن تتفاعل مع الفوضى والأصوات العنترية وتهمل الأصوات الحكيمة حتى تقع على رأسها .
يلاحظ المراقب للحالة السعودية في تويتر على سبيل المثال أن ثمة اصطفافا وانحيازيات بأشكال متعددة نصرة لأسماء وهوامير تويترية بعيدا عن الاتزان المنهجي والتكامل المعرفي ، مما خلف صراعات تافهة حول تغريدات تحمل أفكار أشخاص وآرائهم النابعة من تصوراتهم الثقافية وربما آرائهم الشخصية للواقع المعاصر ، وبذلك دخل الإعلام الحر من حيث نشعر أو لا نشعر في فوضى التحزب والتراشق ، علما أن هذه الوسيلة الإعلامية هي جزء من منظومة إعلامية ضخمة تتمتع بحرية كاملة في تصدير ما تريد إعلاميا .
هذه الحالة تعيدنا للمربع الأول من عملية الإصلاح والنقد الثقافي الداخلي قبل عقد من الآن حيث كانت الصراعات الشكلية في المنتديات الحوارية هي الحاضرة في الغالب مفتقدة النقد المنهجي والموضوعي .
حالة الارتباك والعشوائية في الإعلام الحر تعطي مؤشرا واضحا عن ضعف الوعي نحو استخدام هذه التقنية الإعلامية في الإصلاح الاجتماعي والثقافي والسياسي .
ومما زاد حالة الفوضى تأثر بعض النخب وأصبحت وإن بشكل غير مباشر تحت وصاية الجماهير من خلال التغريد بما يرغبون وإلا كان عرضة للهاشتاق وانفراط المتابعين ، وهنا بدأت الأزمة التي إن استمرت فنحن بلا شك نسير نحو معضلة ثقافية وإصلاحية عظمى .
وهنا يحضر التساؤل الملح ، لماذا هذا التخبط في التعاطي مع الإعلام وأدواته من قبل المتلقي ؟
لمَ المتلقي وليس الكاتب الإعلامي أو المجتمع ! الحديث هنا عن المتلقي كمستفيد وكمنخل للأفكار التي تطرح أيا كان مصدرها وحاولت التركيز عليه لأنه الجزء المعرض للخديعة في الغالب ، وهو بلا شك المسؤول عن نفسه . وربما أفرد مقالا للكتاب وغيرهم.
لأننا هنا في صدد الممانعة وليس في صدد إملاءات فضائلية فيما يجب أن يكتب الكاتب حيث أن لهم توجهات متعددة منها حسنة ومنها سيئة ومنها ما هو من نوع (دس السم في العسل ) ، على سبيل المثال من الصعب أن أطالب الشبكة العنكبوتية بمنع كل ما يخل بعقل وفكر المتلقي ! بل الأجدر أن أصنع وعي وجدار ممانعة لدى ذهن المتلقي وهنا المقصد .
إن الإجابة على السؤال بحاجة لتأمل ومتابعة للواقع واستطلاع عريض ، السؤال هنا لإشعال فتيل البحث عن نضج في التلقي مع وسائل الإعلام المتعددة .
رابط المقال :
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-195179.htm
الجمعة، 31 يناير 2014
نقطة مخدرة !
يبدو أن فكرة اقتناء دفتر لأجل كتابة نص ، أيا كان ذلك النص فكرة
مغرية و لذيذة ، سرقت هذه الفكرة أو سرى تأثيرها حين كنت منكبا على شاشة جوالي
الضيقة لقراءة رواية فوضى الحواس حين تحدثت أحلام عن اقتناء دفتر فقط لأجل كتابة
نص جديد .
حقيقة ل أدري ما الذي سيحدث لاحقا في الأسطر القادمة لأنني أكتب الآن
من أجل فعل الكتابة تماما كمن يثرثر وفي كلا الحالتين تنفس وفتح لمسامات الصدر المغلقة
غير أن الكتابة تشعرك براحة أعمق وباسترخاء طويل ، نعم يا رفاق نحن نتخدر بشكل
تصاعدي منذ أول حرف وحتى آخر نقطة في
نهاية السطر الأخير لنضع القلم جانبا ونستلقي ذهنيا ، نصاب بالراحة بعد هذا الانفجار
الكتابي تماما كما يحدث مع البعض بعد أن ينفجر باكيا لفترة معينة .
من الجيد أن أقول أنني بدأت ألحظ بأن خطي تحسن في هذا السطر بالذات ،
فأنا على مشارف منتصف النص يعني أن حالتي المزاجية بدأت تتحسن شيئا فشيئا كمن يصعد
جبلا معبد الطرقات وكلما زاد صعوده زادت كمية الهواء المستنشقة وزادت سعة رئتيه ،
وظهرت له مناظر جميلة أسفل هذا الجبل .
يا إلهي ! هل ما زلتم تتابعون القراءة ؟!
انسحب الآن من الحياة إلى زمرة دفتري الجديد وقلمي الأسود وسردي
المعتق ، يا له من شعور جميل أن يسير القلم طواعية بين يديك وأن يحكي عن السرد
بتفاصيل مختفية الملامح ! إن كتابة كل فكرة تمر مسرعة في بلادي جريمة يعاقب عليها
الرقيب الحكومي والاجتماعي وغير الاجتماعي رغم أن هذه الأفكار ساذجة و بريئة في
الغالب .
أذكر أننا زمن الطفولة كنا نخشى أن نتحدث في مجالس الرجال لأن أكابرنا
كانوا يخشون أن نلفظ ما يحرجهم ، وكان البعض يقذفنا بأسئلته المدمرة ( تحب أمك أو
أبوك أكثر؟) فنصمت ويعيد الأبله سؤاله ويتدخل أحدهم حين يرى عيوننا تقف حائرة أمام
هذا السؤال المحرج ليقول قل له (نحبهم كلهم زي بعض ) ، لاشك أن هذا ما يحدث معنا
في كبرنا حيث نتحدث عن الحقوق والأخطاء والنقد لأي مؤسسة من مؤسسات الدولة خاصة
تلك التي نعمل داخلها ، الحقوق معلبة والأخطاء كذلك والنقد تماما كالذي علب
إجابتنا في صغرنا (قل له نحبهم كلهم زي بعض).
والآن سأضع النقطة التي ستخدرني حتى إشعار آخر .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)