الخميس، 6 فبراير 2014

أزمة المتلقي في الإعلام الحر




ما زالت صحفنا الرسمية تسير على طرائق وتصورات رؤسائها رغم كل هذه القفزات التي يمر بها الإعلام السعودي الحر.
هذه العقلية هي التي كرست مفهوما وحيدا لدى المواطن وهو (عدم الثقة بالصحافة الرسمية ) وهنا سيتشكل وعي لجيل قادم وفقا لرؤية وتصورات الإعلام الحر وهو إعلام متنوع ما بين عاقل ومتهور ومحارب وغير ذلك من التوجهات المتعددة والتعدد حالة إيجابية إذا أحسن التعامل معها وبها .
ولكن التعددية هنا تقودنا لتباين واضح في آراء المجتمع وفق من يثقون به أو لنقل الأكثر إثارة في الحالة السعودية الراهنة .
إننا نعيش حالة مرعبة في انقيادنا للمؤثرات الإعلامية من حولنا ، حالة تسودها العاطفة والالتفاف حول الأكثر تمرسا في اللعبة الإعلامية وإهمال صوت العقلاء والمنحازين للرؤية المتوازنة للأحداث ، ولسنا بدعا من الأمر فسنة المجتمعات أن تتفاعل مع الفوضى والأصوات العنترية وتهمل الأصوات الحكيمة حتى تقع على رأسها .
يلاحظ المراقب للحالة السعودية في تويتر على سبيل المثال أن ثمة اصطفافا وانحيازيات بأشكال متعددة نصرة لأسماء وهوامير تويترية بعيدا عن الاتزان المنهجي والتكامل المعرفي ، مما خلف صراعات تافهة حول تغريدات تحمل أفكار أشخاص وآرائهم النابعة من تصوراتهم الثقافية وربما آرائهم الشخصية للواقع المعاصر ، وبذلك دخل الإعلام الحر من حيث نشعر أو لا نشعر في فوضى التحزب والتراشق ، علما أن هذه الوسيلة الإعلامية هي جزء من منظومة إعلامية ضخمة تتمتع بحرية كاملة في تصدير ما تريد إعلاميا .
هذه الحالة تعيدنا للمربع الأول من عملية الإصلاح والنقد الثقافي الداخلي قبل عقد من الآن حيث كانت الصراعات الشكلية في المنتديات الحوارية هي الحاضرة في الغالب مفتقدة النقد المنهجي والموضوعي .
حالة الارتباك والعشوائية في الإعلام الحر تعطي مؤشرا واضحا عن ضعف الوعي نحو استخدام هذه التقنية الإعلامية في الإصلاح الاجتماعي والثقافي والسياسي .
ومما زاد حالة الفوضى تأثر بعض النخب وأصبحت وإن بشكل غير مباشر تحت وصاية الجماهير من خلال التغريد بما يرغبون وإلا كان عرضة للهاشتاق وانفراط المتابعين ، وهنا بدأت الأزمة التي إن استمرت فنحن بلا شك نسير نحو معضلة ثقافية وإصلاحية عظمى .
وهنا يحضر التساؤل الملح ، لماذا هذا التخبط في التعاطي مع الإعلام وأدواته من قبل المتلقي ؟
لمَ المتلقي وليس الكاتب الإعلامي أو المجتمع ! الحديث هنا عن المتلقي كمستفيد وكمنخل للأفكار التي تطرح أيا كان مصدرها وحاولت التركيز عليه لأنه الجزء المعرض للخديعة في الغالب ، وهو بلا شك المسؤول عن نفسه . وربما أفرد مقالا للكتاب وغيرهم.
لأننا هنا في صدد الممانعة وليس في صدد إملاءات فضائلية فيما يجب أن يكتب الكاتب حيث أن لهم توجهات متعددة منها حسنة ومنها سيئة ومنها ما هو من نوع (دس السم في العسل ) ، على سبيل المثال من الصعب أن أطالب الشبكة العنكبوتية بمنع كل ما يخل بعقل وفكر المتلقي ! بل الأجدر أن أصنع وعي وجدار ممانعة لدى ذهن المتلقي وهنا المقصد .
إن الإجابة على السؤال بحاجة لتأمل ومتابعة للواقع واستطلاع عريض ، السؤال هنا لإشعال فتيل البحث عن نضج في التلقي مع وسائل الإعلام المتعددة .

رابط المقال :

http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-195179.htm