الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

عربة قطار (حكاية الرحلة القطارية )

 
 
 
كل ما يمكنني فعله الآن الكتابة بحرية ،
حضرت محاضرة النحو في الزمن الأول من الرحلة ، ثم أخذت اقرأ للأعرج عرجه الأدبي ، ثم كتبت قسطا من رواية مخيم اليرموك ، حتى بلغنا الهفوف ، كانت العربة فارغة إلا مني وستة يزيدون ، نزل منهم أربعة وبقي أنا ورجل خمسيني ، قلت في نفسي يبدو أنني سأصل وحيداً إلى الدمام بما أن محطة بقيق قد تبقت لنا ، لكن فوجاً من النساء والفتيات اقتحم العربة ، نعم فوج وعملية الاقتحام كانت ملفتة للنظر ، بالنسبة لي على الأقل كونِي لأول مرة اركب قطارا في رحلة طويلة تعبر محطتين وتقف في الثالثة .

هذا الرجل الخمسيني أحد أعضاء مجلس الشورى واكتب الآن وهو يقوم بإجراء مكالمة هاتفية ، وأبلغني بأن مجلس الشورى رفض قرار هيئة الاتصالات بشأن التجوال والواتس آب والسكايبي نظراً لأسباب يرى مصلحتها مجلس الشورى ، سألته وهل ستنفذ الهيئة هذا القرار ، قال لا بد من ذلك .
اتمنى أن يكون لا بد من ذلك !.
هل حدثتكم عن قصة الملك فيصل ؟
يقول غازي القصيبي لما ذهب الملك فيصل بالقطار من الرياض إلى الدمام لم يتكلم إلا بكلمات معدودة ، ولم يتحرك من مقعده أبداً ، وكان يتأمل كثيراً في الصحراء .انتهى
رحمك أيها الملك الحكيم أين أنت عن هؤلاء النسوة والأطفال الذين يعتقدون أنهم في صالة منزلهم !، الغريب أن العائلة المزعجة التي كانت معنا منذ بداية الرحلة هي هادئة الآن مقارنة بأربع فتيات جلسن على طاولة تحوي أربعة كراسي على مقربة مني، وربما أن إحداهن قد رمت ببصرها نحو ما اكتب عنهن ، وأنا انتظر أن ترفع إحداهن عقيرتها بسبب ما أكتب ، حقيقة اكتب وثمة خوف يحلق حولي !، لكن لا بد من فعل الكتابة .
بشكل عام الرحلة ممتعة جداً بما أن الخيارات المتاحة وحيدة ، بقي أن أقول أن النافذة التي بجانبي بحاجة لتنظيف من الخارج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق