بين كل إغماءة وإفاقة كتابية لي في السرد أو غيره أتساءل لمن أكتب ؟ هذا السؤال يقلقني حقا ! وغالبا ما تظهر لي الإجابة رمادية أو لا لون لها . أذكر حين كتبت رواية امرأة في زمن النسيان قبل أعوام كانت لغتي مباشرة جدا وألفاظي متداولة وسهلة وكانت بالنسبة لي ذلك الزمن جيدة . وقد خضت معها تجربة رائعة , كانت ردود الأفعال متباينة ، من يبحث عن السهولة والانسيابية كان معجبا بها أما النقاد ففي غالبهم كانوا ينعتونها ( سواليف ) وانا لا أنكر أن كل رواية هي سواليف / حكاية , من ضمن ردود الأفعال البكاء عند بعض المواقف في الرواية وهذا الشيء حفزني لأن تكون ناجحة بعيدا عن سياط النقد كونها حركت مشاعر القارئ وجعلته منسجما مع الحكاية حد البكاء !, لم أصل الى مرادي من المقالة حتى الآن . حين اختلطت ببعض الأصدقاء السرديين اكتشفت أنني وبلا شعور أميل لانتقاء ألفاظ معينة وأميل للرمز والغموض أحيانا , هذا ما لاحظته ولاحظة الأصدقاء في مجموعتي القصصية قطعة حلوى بعد نزوله للسوق وتداوله , كانت ردود الأفعال هذه المرة متباينة كالعادة . البعض قال إن روايتك السابقة كانت أحلى وأجمل والبعض قال الحلوى أفضل بكثير من الرواية وقد تطورت كثيرا ! الفريقان على حق الأول كان يبحث عن السهولة / المتعة / الانسجام / السواليف , والثاني تهمه الدلالة النصية والألفاظ المنتقاة والرمز والى ما يحبذه دوما مجلس أدبي الرياض ^^ . أعتقد أنني بدأت الآن بصعود أول عتبة من هدف المقالة , الكتابة نوع من أنواع الحياة , البعض يحب تعقيد الحياة والبعض يجعلها بسيطة وآخر يحبها هادئة ناهيك عن محبي الصخب . ولذا أيقنت أن على الكاتب الهاوي أن يكتب بنمط حياته وعلى المحترف أن ينوع بحسب أنماط حياة من يقرؤون له , وعلى الناقد أن يسأل السؤال التالي قبل قراءة النص ( أنت لمن تكتب ! ) , وهنا ستكون الإجابة كجسر خشبي متأرجح يوصل الناقد للحكم جزء من النص. المفاجئة أن عدد قراء امرأة في زمن النسيان كان ضخما مقارنة بالحلوى رغم أن المختصين يرون أن الحلوى أفضل أدبيا ! , ولكن الأولى كانت أقرب لنبض الشارع والمجتمع . وهنا يظهر مصطلح الرواية الشعبوية إن صح التعبير كما يقول محمد علوان . وما زال السؤال يؤرقني ( لمن اكتب ؟! ) اتمنى أن لا يقول أحد اكتب لنفسك لأن ذلك هروب !, لا داعي لأن أقول بأن السؤال موجه لمن يريد نشر كتاباته . تحيه تشبه أعينكم حين القراءة الممتعة ,,,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق